• خطبه ها
  • خطبة الأشباح
مترجم : سید علی نقی فیض الاسلام

خطبة الأشباح

(90) (و من خطبة له ( عليه ‏السلام  )) تعرف بخطبة الأشباح و هي من جلائل خطبه ‏و كان سائل سأله أن يصف الله له حتى كأنه يراه عيانا فغضب لذلك رَوَى مَسْعَدَةُ ابْنُ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ ابْنِ مُحَمَّدٍ (( عليهماالسلام  )) أَنَّهُ قَالَ :خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (( عليه ‏السلام  )) بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لَنَا رَبَّنَا لِنَزْدَادَ لَهُ حُبّاً وَ بِهِ مَعْرِفَةً فَغَضِبَ (( عليه ‏السلام  )) وَ نَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّى غَصَّ الْمَسْجِدُ بِأَهْلِهِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ هُوَ مُغْضَبٌ مُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ فَحَمِدَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ((صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله)) ثُمَّ قَالَ :الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَفِرُهُ الْمَنْعُ وَ الْجُمُودُ وَ لَا يُكْدِيهِ الْإِعْطَاءُ وَ الْجُودُ إِذْ كُلُّ مُعْطٍ مُنْتَقِصٌ سِوَاهُ وَ كُلُّ مَانِعٍ مَذْمُومٌ مَا خَلَاهُ هُوَ الْمَنَّانُ بِفَوَائِدِ النِّعَمِ وَ عَوَائِدِ الْمَزِيدِ وَ الْقِسَمِ عِيَالُهُ الْخَلَائِقُ ضَمِنَ أَرْزَاقَهُمْ وَ قَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ وَ نَهَجَ‏  

« 231»

سَبِيلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْهِ وَ الطَّالِبِينَ مَا لَدَيْهِ وَ لَيْسَ بِمَا سُئِلَ بِأَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ يُسْأَلْ الْأَوَّلُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ قَبْلٌ فَيَكُونَ شَيْ‏ءٌ قَبْلَهُ وَ الْآخِرُ الَّذِي لَيْسَ لهُ بَعْدٌ فَيَكُونَ شَيْ‏ءٌ بَعْدَهُ وَ الرَّادِعُ أَنَاسِيَّ الْأَبْصَارِ عَنْ أَنْ تَنَالَهُ أَوْ تُدْرِكَهُ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ دَهْرٌ فَيَخْتَلِفَ مِنْهُ الْحَالُ وَ لَا كَانَ فِي مَكَانٍ فَيَجُوزَ عَلَيْهِ الِانْتِقَالُ وَ لَوْ وَهَبَ مَا تَنَفَّسَتْ عَنْهُ مَعَادِنُ الْجِبَالِ وَ ضَحِكَتْ عَنْهُ أَصْدَافُ الْبِحَارِ مِنْ فِلِزِّ اللُّجَيْنِ وَ الْعِقْيَانِ وَ نُثَارَةِ الدُّرِّ وَ حَصِيدِ الْمَرْجَانِ مَا أَثَّرَ ذَلِكَ فِي جُودِهِ وَ لَا أَنْفَدَ سَعَةَ مَا عِنْدَهُ وَ لَكَانَ عِنْدَهُ مِنْ ذَخَائِرِ الْإِنْعَامِ مَا لَا تُنْفِدُهُ مَطَالِبُ الْأَنَامِ  لِأَنَّهُ الْجَوَادُ الَّذِي لَا يَغِيضُهُ سُؤَالُ السَّائِلِينَ وَ لَا يُبْخِلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ  

« 234»

فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَ اسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ وَ مَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ وَ لَا فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ ((صلى‏الله‏عليه‏وآله)) وَ أَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُيُوبِ الْإِقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِيرَهُ مِنَ الْغَيْبِ الْمَحْجُوبِ فَمَدَحَ اللَّهُ اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْماً وَ سَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ فِيمَا لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ كُنْهِهِ رُسُوخاً فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ وَ لَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ هُوَ الْقَادِرُ الَّذِي إِذَا ارْتَمَتِ الْأَوْهَامُ لِتُدْرِكَ مُنْقَطَعَ قُدْرَتِهِ وَ حَاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرَّأُ مِنْ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ فِي عَمِيقَاتِ غُيُوبِ مَلَكُوتِهِ وَ تَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْهِ لِتَجْرِيَ فِي كَيْفِيَّةِ صِفَاتِهِ وَ غَمَضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ فِي حَيْثُ لَا تَبْلُغُهُ‏  

« 235»

الصِّفَاتُ لِتَنَالَ عِلْمَ ذَاتِهِ رَدَعَهَا وَ هِيَ تَجُوبُ مَهَاوِيَ سُدَفِ الْغُيُوبِ مُتَخَلِّصَةً إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فَرَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ مُعْتَرِفَةً بِأَنَّهُ لَا يُنَالُ بِجَوْرِ الِاعْتِسَافِ كُنْهُ مَعْرِفَتِهِ وَ لَا تَخْطُرُ بِبَالِ أُولِي الرَّوِيَّاتِ خَاطِرَةٌ مِنْ تَقْدِيرِ جَلَالِ عِزَّتِه الَّذِي ابْتَدَعَ الْخَلْقَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ امْتَثَلَهُ وَ لَا مِقْدَارٍ احْتَذَى عَلَيْهِ مِنْ خَالِقٍ مَعْهُودٍ كَانَ قَبْلَهُ وَ أَرَانَا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ وَ عَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثَارُ حِكْمَتِهِ وَ اعْتِرَافِ الْحَاجَةِ مِنَ الْخَلْقِ إِلَى أَنْ يُقِيمَهَا بِمِسَاكِ قُوَّتِهِ مَا دَلَّنَا بِاضْطِرَارِ قِيَامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ وَ ظَهَرَتْ فِي الْبَدَائِعِ الَّتِي أَحْدَثَهَا آثَارُ صَنْعَتِهِ وَ أَعْلَامُ حِكْمَتِهِ فَصَارَ كُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ وَ دَلِيلًا عَلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ خَلْقاً صَامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ نَاطِقَةٌ وَ دَلَالَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قَائِمَةٌ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ شَبَّهَكَ بِتَبَايُنِ أَعْضَاءِ خَلْقِكَ وَ تَلَاحُمِ حِقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ الْمُحْتَجِبَةِ لِتَدْبِيرِ حِكْمَتِكَ لَمْ يَعْقِدْ غَيْبَ ضَمِيرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِكَ وَ لَمْ يُبَاشِرْ قَلْبُهُ الْيَقِينَ بِأَنَّهُ لَا نِدَّ لَكَ وَ كَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ تَبَرُّأَ التَّابِعِينَ مِنَ الْمَتْبُوعِينَ إِذْ يَقُولُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ  إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ‏ كَذَبَ‏  

« 236»

الْعَادِلُونَ بِكَ إِذْ شَبَّهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ وَ نَحَلُوكَ حِلْيَةَ الْمَخْلُوقِينَ بِأَوْهَامِهِمْ وَ جَزَّءُوكَ تَجْزِئَةَ الْمُجَسَّمَاتِ بِخَوَاطِرِهِمْ وَ قَدَّرُوكَ عَلَى الْخِلْقَةِ الْمُخْتَلِفَةِ الْقُوَى بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ سَاوَاكَ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ خَلْقِكَ فَقَدْ عَدَلَ بِكَ وَ الْعَادِلُ بِكَ كَافِرٌ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْكَمَاتُ آيَاتِكَ وَ نَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَيِّنَاتِكَ وَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَمْ تَتَنَاهَ فِي الْعُقُولِ فَتَكُونَ فِي مَهَبِّ فِكْرِهَا مُكَيَّفاً وَ لَا فِي رَوِيَّاتِ خَوَاطِرِهَا فَتَكُونَ مَحْدُوداً مُصَرَّفاً  

« 240»

منهاقَدَّرَ مَا خَلَقَ فَأَحْكَمَ تَقْدِيرَهُ وَ دَبَّرَهُ فَأَلْطَفَ تَدْبِيرَهُ وَ وَجَّهَهُ لِوِجْهَتِهِ فَلَمْ يَتَعَدَّ حُدُودَ مَنْزِلَتِهِ وَ لَمْ يَقْصُرْ دُونَ الِانْتِهَاءِ إِلَى غَايَتِهِ وَ لَمْ يَسْتَصْعِبْ إِذْ أُمِرَ بِالْمُضِيِّ عَلَى إِرَادَتِهِ وَ كَيْفَ وَ إِنَّمَا صَدَرَتِ الْأُمُورُ عَنْ مَشِيَّتِهِ الْمُنْشِئُ أَصْنَافَ الْأَشْيَاءِ بِلَا رَوِيَّةِ فِكْرٍ آلَ إِلَيْهَا وَ لَا قَرِيحَةِ غَرِيزَةٍ أَضْمَرَ عَلَيْهَا وَ لَا تَجْرِبَةٍ أَفَادَهَا مِنْ حَوَادِثِ الدُّهُورِ وَ لَا شَرِيكٍ أَعَانَهُ عَلَى ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الْأُمُورِ فَتَمَّ خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ وَ أَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ وَ أَجَابَ إِلَى دَعْوَتِهِ لَمْ يَعْتَرِضْ دُونَهُ رَيْثُ الْمُبْطِئِ وَ لَا أَنَاةُ الْمُتَلَكِّئِ فَأَقَامَ مِنَ الْأَشْيَاءِ أَوَدَهَا وَ نَهَجَ‏  

« 241»

حُدُودَهَا وَ لَاءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَيْنَ مُتَضَادِّهَا وَ وَصَلَ أَسْبَابَ قَرَائِنِهَا وَ فَرَّقَهَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتٍ فِي الْحُدُودِ وَ الْأَقْدَارِ وَ الْغَرَائِزِ وَ الْهَيْئَاتِ بَدَايَا خَلَائِقَ أَحْكَمَ صُنْعَهَا وَ فَطَرَهَا عَلَى مَا أَرَادَ وَ ابْتَدَعَهَا  

« 242»

(و منها) في صفة السماء وَ نَظَمَ بِلَا تَعْلِيقٍ رَهَوَاتِ فُرَجِهَا  وَ لَاحَمَ صُدُوعَ انْفِرَاجِهَا وَ وَشَّجَ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ أَزْوَاجِهَا وَ ذَلَّلَ لِلْهَابِطِينَ بِأَمْرِهِ وَ الصَّاعِدِينَ بِأَعْمَالِ خَلْقِهِ حُزُونَةَ مِعْرَاجِهَا وَ نَادَاهَا بَعْدَ إِذْ هِيَ دُخَانٌ فَالْتَحَمَتْ عُرَى أَشْرَاجِهَا وَ فَتَقَ بَعْدَ الِارْتِتَاقِ صَوَامِتَ أَبْوَابِهَا وَ أَقَامَ رَصَداً مِنَ الشُّهُبِ الثَّوَاقِبِ عَلَى نِقَابِهَا وَ أَمْسَكَهَا مِنْ أَنْ تَمُورَ فِي خَرْقِ الْهَوَاءِ بِأَيْدِهِ وَ أَمَرَهَا أَنْ تَقِفَ مُسْتَسْلِمَةً لِأَمْرِهِ وَ جَعَلَ شَمْسَهَا آيَةً مُبْصِرَةً لِنَهَارِهَا وَ قَمَرَهَا آيَةً مَمْحُوَّةً مِنْ لَيْلِهَا فَأَجْرَاهُمَا فِي مَنَاقِلِ مَجْرَاهُمَا وَ قَدَّرَ  

« 243»

سَيْرَهُمَا فِي مَدَارِجِ دَرَجِهِمَا  لِيُمَيَّزَ بَيْنَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ بِهِمَا وَ لِيُعْلِمَ عَدَدُ السِّنِينَ وَ الْحِسَابُ بِمَقَادِيرِهِمَا ثُمَّ عَلَّقَ فِي جَوِّهَا فَلَكَهَا وَ نَاطَ بِهَا زِينَتَهَا مِنْ خَفِيَّاتِ دَرَارِيِّهَا وَ مَصَابِيحِ كَوَاكِبِهَا وَ رَمَى مُسْتَرِقِي السَّمْعِ بِثَوَاقِبِ شُهُبِهَا وَ أَجْرَاهَا عَلَى إِذْلَالِ تَسْخِيرِهَا مِنْ ثَبَاتِ ثَابِتِهَا وَ مَسِيرِ سَائِرِهَا وَ هُبُوطِهَا وَ صُعُودِهَا وَ نُحُوسِهَا وَ سُعُودِهَا « 247» و منها (في صفة الملائكة) ثُمَّ خَلَقَ سُبْحَانَهُ لِإِسْكَانِ سَمَاوَاتِهِ وَ عِمَارَةِ الصَّفِيحِ الْأَعْلَى مِنْ مَلَكُوتِهِ خَلْقاً بَدِيعاً مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَ مَلَأَ بِهِمْ فُرُوجَ فِجَاجِهَا وَ حَشَا بِهِمْ فُتُوقَ أَجْوَائِهَا وَ بَيْنَ فَجَوَاتِ تِلْكَ الْفُرُوجِ‏ « 248» زَجَلُ الْمُسَبِّحِينَ مِنْهُمْ فِي حَظَائِرِ الْقُدْسِ وَ سُتُرَاتِ الْحُجُبِ وَ سُرَادِقَاتِ الْمَجْدِ وَ وَرَاءَ ذَلِكَ الرَّجِيجِ الَّذِي تَسْتَكُّ مِنْهُ الْأَسْمَاعُ سُبُحَاتُ نُورٍ تَرْدَعُ الْأَبْصَارَ عَنْ بُلُوغِهَا فَتَقِفُ خَاسِئَةً عَلَى حُدُودِهَا وَ أَنْشَأَهُمْ عَلَى صُوَرٍ مُخْتَلِفَاتٍ وَ أَقْدَارٍ مُتَفَاوِتَاتٍ  أُولِي أَجْنِحَةٍ تُسَبِّحُ جَلَالَ عِزَّتِهِ لَا يَنْتَحِلُونَ مَا ظَهَرَ فِي الْخَلْقِ مِنْ صُنْعِهِ وَ لَا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَخْلُقُونَ شَيْئاً مَعَهُ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ ( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ  لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) جَعَلَهُمُ فِيمَا هُنَالِكَ أَهْلَ الْأَمَانَةِ عَلَى وَحْيِهِ وَ حَمَّلَهُمْ إِلَى الْمُرْسَلِينَ وَدَائِعَ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ وَ عَصَمَهُمْ مِنْ رَيْبِ الشُّبُهَاتِ فَمَا مِنْهُمْ زَائِغٌ عَنْ سَبِيلِ مَرْضَاتِهِ وَ أَمَدَّهُمْ بِفَوَائِدِ الْمَعُونَةِ وَ أَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ تَوَاضُعَ إِخْبَاتِ السَّكِينَةِ وَ فَتَحَ لَهُمْ أَبْوَاباً ذُلُلًا إِلَى تَمَاجِيدِهِ وَ نَصَبَ لَهُمْ مَنَاراً وَاضِحَةً عَلَى أَعْلَامِ تَوْحِيدِهِ لَمْ تُثْقِلْهُمْ مُوصِرَاتُ الْآثَامِ وَ لَمْ تَرْتَحِلْهُمْ عُقَبُ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ وَ لَمْ تَرْمِ الشُّكُوكُ بِنَوَازِعِهَا عَزِيمَةَ إِيمَانِهِمْ وَ لَمْ تَعْتَرِكِ الظُّنُونُ عَلَى مَعَاقِدِ يَقِينِهِمْ وَ لَا قَدَحَتْ قَادِحَةُ الْإِحَنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ لَا  

« 249»

سَلَبَتْهُمُ الْحَيْرَةُ مَا لَاقَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمَائِرِهِمْ وَ سَكَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَ هَيْبَةِ جَلَالِهِ فِي أَثْنَاءِ صُدُورِهِمْ وَ لَمْ تَطْمَعْ فِيهِمُ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَيْنِهَا عَلَى فِكْرِهِمْ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِي خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ وَ فِي عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ وَ فِي قُتْرَةِ الظَّلَامِ الْأَيْهَمِ وَ مِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تُخُومَ الْأَرْضِ السُّفْلَى فَهِيَ كَرَايَاتٍ بِيضٍ قَدْ نَفَذَتْ فِي مَخَارِقِ الْهَوَاءِ وَ تَحْتَهَا رِيحٌ هَفَّافَةٌ تَحْبِسُهَا عَلَى حَيْثُ انْتَهَتْ مِنَ الْحُدُودِ الْمُتَنَاهِيَةِ قَدِ اسْتَفْرَغَتْهُمْ أَشْغَالُ عِبَادَتِهِ وَ وَصَلَتْ حَقَائِقُ الْإِيمَانِ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَعْرِفَتِهِ وَ قَطَعَهُمُ الْإِيقَانُ بِهِ إِلَى الْوَلَهِ إِلَيْهِ وَ لَمْ تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلَى مَا عِنْدَ غَيْرِهِ قَدْ ذَاقُوا حَلَاوَةَ مَعْرِفَتِهِ وَ شَرِبُوا بِالْكَأْسِ الرَّوِيَّةِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَ تَمَكَّنَتْ مِنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوبِهِمْ وَشِيجَةُ خِيفَتِهِ فَحَنَوْا بِطُولِ الطَّاعَةِ اعْتِدَالَ ظُهُورِهِمْ وَ لَمْ يُنْفِدْ طُولُ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ مَادَّةَ تَضَرُّعِهِمْ وَ لَا أَطْلَقَ عَنْهُمْ عَظِيمُ الزُّلْفَةِ رِبَقَ خُشُوعِهِمْ وَ لَمْ يَتَوَلَّهُمُ الْإِعْجَابُ فَيَسْتَكْثِرُوا مَا سَلَفَ مِنْهُمْ وَ لَا تَرَكَتْ لَهُمُ اسْتِكَانَةُ الْإِجْلَالِ نَصِيباً فِي تَعْظِيمِ حَسَنَاتِهِمْ وَ لَمْ تَجْرِ الْفَتَرَاتُ فِيهِمْ عَلَى طُولِ دُءُوبِهِمْ  

« 250»

وَ لَمْ تَغِضْ رَغَبَاتُهُمْ فَيُخَالِفُوا عَنْ رَجَاءِ رَبِّهِمْ وَ لَمْ تَجِفَّ لِطُولِ الْمُنَاجَاةِ أَسَلَاتُ أَلْسِنَتِهِمْ وَ لَا مَلَكَتْهُمُ الْأَشْغَالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْسِ الْجُؤَارِ إِلَيْهِ أَصْوَاتُهُمْ وَ لَمْ تَخْتَلِفْ فِي مَقَاوِمِ الطَّاعَةِ مَنَاكِبُهُمْ وَ لَمْ يَثْنُوا إِلَى رَاحَةِ التَّقْصِيرِ فِي أَمْرِهِ رِقَابَهُمْ وَ لَا تَعْدُو عَلَى عَزِيمَةِ جِدِّهِمْ بَلَادَةُ الْغَفَلَاتِ وَ لَا تَنْتَضِلُ فِي هِمَمِهِمْ خَدَائِعُ الشَّهَوَاتِ قَدِ اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْشِ ذَخِيرَةً لِيَوْمِ فَاقَتِهِمْ وَ يَمَّمُوهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ بِرَغْبَتِهِمْ لَا يَقْطَعُونَ أَمَدَ غَايَةِ عِبَادَتِهِ وَ لَا يَرْجِعُ بِهِمُ الِاسْتِهْتَارُ بِلُزُومِ طَاعَتِهِ إِلَّا إِلَى مَوَادَّ مِنْ قُلُوبِهِمْ غَيْرِ مُنْقَطِعَةٍ مِنْ رَجَائِهِ وَ مَخَافَتِهِ لَمْ تَنْقَطِعْ أَسْبَابُ الشَّفَقَةِ مِنْهُمْ فَيَنُوا فِي جِدِّهِمْ وَ لَمْ تَأْسِرْهُمُ الْأَطْمَاعُ فَيُؤْثِرُوا وَشِيكَ السَّعْيِ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ وَ لَمْ يَسْتَعْظِمُوا مَا مَضَى مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ لَوِ اسْتَعْظَمُوا ذَلِكَ لَنَسَخَ الرَّجَاءُ مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ وَ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي رَبِّهِمْ بِاسْتِحْوَاذِ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ وَ لَمْ يُفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ وَ لَا تَوَلَّاهُمْ غِلُّ التَّحَاسُدِ وَ لَا تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ الرَّيْبِ وَ لَا اقْتَسَمَتْهُمْ أَخْيَافُ الْهِمَمِ فَهُمْ‏  

« 251»

أُسَرَاءُ إِيمَانٍ لَمْ يَفُكَّهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَيْغٌ وَ لَا عُدُولٌ وَ لَا وَنًى وَ لَا فُتُورٌ وَ لَيْسَ فِي أَطْبَاقِ السَّمَاءِ مَوْضِعُ إِهَابٍ إِلَّا وَ عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ سَاعٍ حَافِدٌ يَزْدَادُونَ عَلَى طُولِ الطَّاعَةِ بِرَبِّهِمْ عِلْماً وَ تَزْدَادُ عِزَّةُ رَبِّهِمْ فِي قُلُوبِهِمْ عِظَماً  

« 257»

(و منها) (في صفة الأرض و دحوها على الماء) كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى مَوْرِ أَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ وَ لُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أَمْوَاجِهَا وَ تَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِهَا وَ تَرْغُو زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هَيَاجِهَا فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلَاطِمِ لِثِقْلِ حَمْلِهَا وَ سَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِكَلْكَلِهَا وَ ذَلَّ مُسْتَخْذِياً إِذْ تَمَعَّكَتْ عَلَيْهِ بِكَوَاهِلِهَا فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ سَاجِياً مَقْهُوراً وَ فِي حَكَمَةِ  

« 258»

الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً وَ سَكَنَتِ الْأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِهِ وَ رَدَّتْ مِنْ نَخْوَةِ بَأْوِهِ وَ اعْتِلَائِهِ وَ شُمُوخِ أَنْفِهِ وَ سُمُوِّ غُلَوَائِهِ وَ كَعَمَتْهُ عَلَى كِظَّةِ جِرْيَتِهِ فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ وَ لَبَدَ بَعْدَ زَيَفَانِ وَثَبَاتِهِ فَلَمَّا سَكَنَ هَيْجُ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ أَكْنَافِهَا وَ حَمَلَ شَوَاهِقَ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ الْبُذَّخِ عَلَى أَكْتَافِهَا فَجَّرَ يَنَابِيعَ الْعُيُونِ مِنْ عَرَانِينِ أُنُوفِهَا وَ فَرَّقَهَا فِي سُهُوبِ بِيدِهَا وَ أَخَادِيدِهَا وَ عَدَّلَ حَرَكَاتِهَا بِالرَّاسِيَاتِ مِنْ جَلَامِيدِهَا وَ ذَوَاتِ الشَّنَاخِيبِ الشُّمِّ مِنْ صَيَاخِيدِهَا فَسَكَنَتْ مِنَ الْمَيَدَانِ لِرُسُوبِ الْجِبَالِ فِي قِطَعِ أَدِيمِهَا وَ تَغَلْغُلِهَا مُتَسَرِّبَةً فِي جَوْبَاتِ خَيَاشِيمِهَا وَ رُكُوبِهَا أَعْنَاقَ سُهُولِ الْأَرَضِينَ وَ جَرَاثِيمِهَا وَ فَسَحَ بَيْنَ الْجَوِّ وَ بَيْنَهَا وَ أَعَدَّ الْهَوَاءَ مُتَنَسَّماً لِسَاكِنِهَا وَ أَخْرَجَ إِلَيْهَا أَهْلَهَا عَلَى تَمَامِ مَرَافِقِهَا ثُمَّ لَمْ يَدَعْ جُرُزَ الْأَرْضِ الَّتِي تَقْصُرُ مِيَاهُ الْعُيُونِ عَنْ رَوَابِيهَا وَ لَا تَجِدُ جَدَاوِلُ الْأَنْهَارِ ذَرِيعَةً إِلَى بُلُوغِهَا حَتَّى أَنْشَأَ لَهَا نَاشِئَةَ سَحَابٍ تُحْيِي مَوَاتَهَا وَ تَسْتَخْرِجُ نَبَاتَهَا أَلَّفَ غَمَامَهَا بَعْدَ افْتِرَاقِ لُمَعِهِ وَ تَبَايُنِ قَزَعِهِ حَتَّى إِذَا  

« 259»

تَمَخَّضَتْ لُجَّةُ الْمُزْنِ فِيهِ  وَ الْتَمَعَ بَرْقُهُ فِي كُفَفِهِ وَ لَمْ يَنَمْ وَمِيضُهُ فِي كَنَهْوَرِ رَبَابِهِ وَ مُتَرَاكِمِ سَحَابِهِ أَرْسَلَهُ سَحّاً مُتَدَارِكاً قَدْ أَسَفَّ هَيْدَبُهُ تَمْرِيهِ الْجَنُوبُ دِرَرَ أَهَاضِيبِهِ وَ دَفْعَ شَآبِيبِهِ فَلَمَّا أَلْقَتِ السَّحَابُ بَرْكَ بَوَانِيهَا وَ بَعَاعَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ الْعِبْ‏ءِ الْمَحْمُولِ عَلَيْهَا أَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الْأَرْضِ النَّبَاتَ وَ مِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الْأَعْشَابَ فَهِيَ تَبْهَجُ بِزِينَةِ رِيَاضِهَا وَ تَزْدَهِي بِمَا أُلْبِسَتْهُ مِنْ رَيْطِ أَزَاهِيرِهَا وَ حِلْيَةِ مَا سُمِّطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ أَنْوَارِهَا وَ جَعَلَ ذَلِكَ بَلَاغاً لِلْأَنَامِ وَ رِزْقاً لِلْأَنْعَامِ وَ خَرَقَ الْفِجَاجَ فِي آفَاقِهَا وَ أَقَامَ الْمَنَارَ لِلسَّالِكِينَ عَلَى جَوَادِّ طُرُقِهَا  

« 262»

فَلَمَّا مَهَّدَ أَرْضَهُ وَ أَنْفَذَ أَمْرَهُ اخْتَارَ آدَمَ (( عليه‏السلام  )) خِيرَةً مِنْ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ أَوَّلَ جِبِلَّتِهِ وَ أَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ وَ أَرْغَدَ فِيهَا أُكُلَهُ وَ أَوْعَزَ إِلَيْهِ فِيمَا نَهَاهُ عَنْهُ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّ فِي الْإِقْدَامِ عَلَيْهِ التَّعَرُّضَ لِمَعْصِيَتِهِ وَ الْمُخَاطَرَةَ بِمَنْزِلَتِهِ فَأَقْدَمَ عَلَى مَا نَهَاهُ عَنْهُ مُوَافَاةً لِسَابِقِ عِلْمِهِ فَأَهْبَطَهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لِيَعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ وَ لِيُقِيمَ الْحُجَّةَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ وَ لَمْ يُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَيْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِيَّتِهِ وَ يَصِلُ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَعْرِفَتِهِ بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالْحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَ مُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالَاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ((صلى‏الله‏عليه‏وآله)) حُجَّتُهُ وَ بَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذْرُهُ وَ نُذْرُهُ وَ قَدَّرَ الْأَرْزَاقَ فَكَثَّرَهَا وَ قَلَّلَهَا وَ قَسَّمَهَا عَلَى الضِّيقِ وَ السَّعَةِ فَعَدَلَ فِيهَا لِيَبْتَلِيَ مَنْ أَرَادَ بِمَيْسُورِهَا وَ مَعْسُورِهَا وَ لِيَخْتَبِرَ بِذَلِكَ الشُّكْرَ وَ الصَّبْرَ مِنْ غَنِيِّهَا وَ فَقِيرِهَا ثُمَّ قَرَنَ بِسَعَتِهَا عَقَابِيلَ فَاقَتِهَا وَ بِسَلَامَتِهَا طَوَارِقَ آفَاتِهَا وَ بِفُرَجِ أَفْرَاحِهَا غُصَصَ أَتْرَاحِهَا وَ خَلَقَ‏

« 263»

الْآجَالَ فَأَطَالَهَا وَ قَصَّرَهَا وَ قَدَّمَهَا وَ أَخَّرَهَا وَ وَصَلَ بِالْمَوْتِ أَسْبَابَهَا وَ جَعَلَهُ خَالِجاً لِأَشْطَانِهَا وَ قَاطِعاً لِمَرَائِرِ أَقْرَانِهَا  

« 265»

عَالِمُ السِّرِّ مِنْ ضَمَائِرِ الْمُضْمِرِينَ وَ نَجْوَى الْمُتَخَافِتِينَ وَ خَوَاطِرِ رَجْمِ الظُّنُونِ وَ عُقَدِ عَزِيمَاتِ الْيَقِينِ وَ مَسَارِقِ إِيمَاضِ الْجُفُونِ وَ مَا ضَمِنَتْهُ أَكْنَانُ الْقُلُوبِ وَ غَيَابَاتُ الْغُيُوبِ وَ مَا أَصْغَتْ لِاسْتِرَاقِهِ مَصَائِخُ الْأَسْمَاعِ وَ مَصَائِفِ الذَّرِّ وَ مَشَاتِي الْهَوَامِّ وَ رَجْعِ الْحَنِينِ مِنَ الْمُوَلَّهَاتِ وَ هَمْسِ الْأَقْدَامِ وَ مُنْفَسَحِ الثَّمَرَةِ مِنْ وَلَائِجِ غُلُفِ الْأَكْمَامِ وَ مُنْقَمَعِ الْوُحُوشِ مِنْ غِيرَانِ الْجِبَالِ وَ أَوْدِيَتِهَا وَ مُخْتَبَإِ الْبَعُوضِ بَيْنَ سُوقِ الْأَشْجَارِ وَ أَلْحِيَتِهَا وَ مَغْرَزِ الْأَوْرَاقِ مِنَ الْأَفْنَانِ وَ مَحَطِّ الْأَمْشَاجِ مِنْ مَسَارِبِ الْأَصْلَابِ وَ نَاشِئَةِ الْغُيُومِ وَ مُتَلَاحِمِهَا وَ دُرُورِ قَطْرِ السَّحَابِ فِي مُتَرَاكِمِهَا وَ مَا تَسْفِي الْأَعَاصِيرُ بِذُيُولِهَا وَ تَعْفُو الْأَمْطَارُ بِسُيُولِهَا وَ عَوْمِ نَبَاتِ الْأَرْضِ فِي كُثْبَانِ الرِّمَالِ وَ مُسْتَقَرِّ ذَوَاتِ الْأَجْنِحَةِ بِذُرَى شَنَاخِيبِ الْجِبَالِ وَ تَغْرِيدِ ذَوَاتِ الْمَنْطِقِ فِي دَيَاجِيرِ  

« 266»

الْأَوْكَارِ وَ مَا أَوْعَبَتْهُ الْأَصْدَافُ وَ حَضَنَتْ عَلَيْهِ أَمْوَاجُ الْبِحَارِ وَ مَا غَشِيَتْهُ سُدْفَةُ لَيْلٍ أَوْ ذَرَّ عَلَيْهِ شَارِقُ نَهَارٍ وَ مَا اعْتَقَبَتْ عَلَيْهِ أَطْبَاقُ الدَّيَاجِيرِ وَ سُبُحَاتُ النُّورِ وَ أَثَرِ كُلِّ خَطْوَةٍ وَ حِسِّ كُلِّ حَرَكَةٍ وَ رَجْعِ كُلِّ كَلِمَةٍ وَ تَحْرِيكِ كُلِّ شَفَةٍ وَ مُسْتَقَرِّ كُلِّ نَسَمَةٍ وَ مِثْقَالِ كُلِّ ذَرَّةٍ وَ هَمَاهِمِ كُلِّ نَفْسٍ هَامَّةٍ وَ مَا عَلَيْهَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةٍ أَوْ سَاقِطِ وَرَقَةٍ أَوْ قَرَارَةِ نُطْفَةٍ أَوْ نُقَاعَةٍ دَمٍ وَ مُضْغَةٍ أَوْ نَاشِئَةِ خَلْقٍ وَ سُلَالَةٍ لَمْ تَلْحَقْهُ فِي ذَلِكَ كُلْفَةٌ وَ لَا اعْتَرَضَتْهُ فِي حِفْظِ مَا ابْتَدَعَ مِنْ خَلْقِهِ عَارِضَةٌ وَ لَا اعْتَوَرَتْهُ فِي تَنْفِيذِ الْأُمُورِ وَ تَدَابِيرِ الْمَخْلُوقِينَ مَلَالَةٌ وَ لَا فَتْرَةٌ بَلْ نَفَذَهُمْ عِلْمُهُ وَ أَحْصَاهُمْ عَدُّهُ وَ وَسِعَهُمْ عَدْلُهُ وَ غَمَرَهُمْ فَضْلُهُ مَعَ تَقْصِيرِهِمْ عَنْ كُنْهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ  

« 269»

اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلُ الْوَصْفِ الْجَمِيلِ وَ التَّعْدَادِ الْكَثِيرِ إِنْ تُؤَمَّلْ فَخَيْرُ مَأْمُولٍ وَ إِنْ تُرْجَ فَأَكْرَمُ مَرْجُوٍّ اللَّهُمَّ وَ قَدْ بَسَطْتَ لِي فِيمَا لَا أَمْدَحُ بِهِ غَيْرَكَ وَ لَا أُثْنِي بِهِ عَلَى أَحَدٍ سِوَاكَ وَ لَا أُوَجِّهُهُ إِلَى مَعَادِنِ الْخَيْبَةِ وَ مَوَاضِعِ الرَّيْبَةِ وَ عَدَلْتَ بِلِسَانِي عَنْ مَدَائِحِ الْآدَمِيِّينَ وَ الثَّنَاءِ عَلَى الْمَرْبُوبِينَ الْمَخْلُوقِينَ اللَّهُمَّ وَ لِكُلِّ مُثْنٍ عَلَى مَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ مَثُوبَةٌ مِنْ جَزَاءٍ أَوْ عَارِفَةٌ مِنْ عَطَاءٍ وَ قَدْ رَجَوْتُكَ دَلِيلًا عَلَى ذَخَائِرِ الرَّحْمَةِ وَ كُنُوزِ الْمَغْفِرَةِ اللَّهُمَّ وَ هَذَا مَقَامُ مَنْ أَفْرَدَكَ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ لَكَ وَ لَمْ يَرَ مُسْتَحِقّاً لِهَذِهِ الْمَحَامِدِ وَ الْمَمَادِحِ غَيْرَكَ وَ بِي فَاقَةٌ إِلَيْكَ لَا يَجْبُرُ مَسْكَنَتَهَا إِلَّا فَضْلُكَ وَ لَا يَنْعَشُ مِنْ خَلَّتِهَا إِلَّا مَنُّكَ وَ جُودُكَ فَهَبْ لَنَا فِي هَذَا الْمَقَامِ رِضَاكَ وَ أَغْنِنَا عَنْ مَدِّ الْأَيْدِي إِلَى سِوَاكَ  إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.


  از خطبه ‏هاى آن حضرت عليه السّلام است معروف به خطبة الأشباح (و وجه تسميه آن باين اسم آنست كه اشباح بمعنى اشخاص است، و در اين خطبه اصناف ملائكه و مخلوقات شگفت آور و چگونگى آفرينش آنها بيان مي شود) و آن از خطبه ‏هاى جليل و بزرگ است (امام عليه السّلام اين خطبه را براى آن بيان فرمود كه) شخصى از آن بزرگوار درخواست نمود كه خدا را به قسمى براى او وصف نمايد كه گويا او را آشكار مى ‏بيند، پس حضرت از آن درخواست (و اعتقاد او بجائز دانستن وصف خداوند متعال بصفات اجسام) خشمناك گرديد. مسعدة ابن صدقه از حضرت امام صادق جعفر ابن محمّد عليهما السّلام روايت كرده‏  

 ص232

كه آن بزرگوار فرمود: امير المؤمنين عليه السّلام در كوفه بالاى منبر اين خطبه را بيان نمود، براى آنكه مردى نزد آن حضرت آمد و عرض كرد: يا امير المؤمنين براى ما پروردگار ما را چنان وصف كن كه دوستى و معرفت ما در باره او زياد گردد، امام عليه السّلام (از اين پرسش جاهلانه) بخشم آمد و فرياد كرد كه مردم همگى به نماز حاضر شوند، پس مردم اجتماع كردند بطوريكه مسجد پر از جمعيّت شد، و حضرت بالاى منبر تشريف برد در حالت غضب كه رنگ مباركش تغيير يافته بود، و خداوند سبحان را حمد و سپاسگزارى نمود و درود بر پيغمبر اكرم صلّى اللّه عليه و آله فرستاد، آنگاه فرمود: قسمت أول خطبه (1) سپاس خدائى را سزا است كه منع عطاء و نبخشيدن، مال و مكنتش را نمى ‏افزايد، وجود و بخشش، ثروت و دولتش را نمى ‏كاهد، زيرا (آنچه عطاء فرمايد مى ‏آفريند، نه مانند عطاء و بخشيدن بندگان از جمع آمده ‏ها اخراج نمايد، لذا امام عليه السّلام مى ‏فرمايد:) مال هر عطاء كننده‏اى غير از خداى تعالى كم گرديده و هر منع كننده از عطايى سواى حقّ تعالى نكوهش شده است (زيرا منع از عطاء يا از خوف و ترس فقر و پريشانى است و يا از خسّت و پستى، ولى چون در خزائن خداوند متعال از عطاء كم و كاست راه نمى‏يابد تا از فقر خوف داشته باشد، و از بخل و خسّت و اين قبيل اوصاف رذيله منزّه و مبرّى است، عطاء نكردن او از روى حكمت و مصلحت است، پس اگر چيزى به بندگان عطاء فرمايد و يا منع نمايد در هر دو حال جواد است. مردى از حضرت علىّ ابن موسى الرّضا عليه السّلام پرسيد معنى جواد چيست آن بزرگوار فرمود: سخن تو دو وجه دارد، اگر از مخلوق مى‏پرسى جواد كسى است كه آنچه خداوند بر او واجب گردانيده اداء كند، و بخيل كسى است كه بآنچه خداوند بر او واجب نموده بخل ورزد، و اگر خالق را در نظر دارى، پس او جواد است چه عطاء فرمايد و چه منع نمايد، زيرا اگر به بنده‏اى عطاء فرمود چيزى داده است كه نداشته و مستحقّ آن بوده، و اگر منع كرد چيزى نداده كه استحقاق آنرا نداشته است) او است احسان كننده (بر بندگان خود) نعمتها و منفعتها و نصيب و بهره‏ هاى بسيار را، (2) آفريده شدگان جيره خوار او، هستند كه ضامن و متكفّل روزى آنان است و آنچه را كه مى‏خورند (و هستى ايشان بآن برقرار است) مقدّر و تعيين فرموده، و براى كسانيكه مايلند باو راه يابند (هدايت شوند) و طالبند  

 ص233

آنچه را كه نزد او است (بهشت و سعادت هميشگى كه بوسيله پيروى از گفتار و كردار انبياء و اوصياء بدست مى ‏آيد) راه را واضح و آشكار نموده است، و عطاء و بخشش او در چيزيكه درخواست شود بيش از احسان او در چيزيكه درخواست نشده نيست (زيرا در واجب جود صفتى از صفات است مانند رحمت و قدرت كه هرگز بيش و كم نگردد و اگر چنين باشد مستلزم آنست كه به آن كه كمتر بخشيده بخيل باشد و او سبحانه از بخل منزّه و مبرّى است، پس اگر كسى لب بسته چيزى درخواست ننمايد هم از حاجت او غافل نيست، براى آنكه هر كس را باندازه استعداد و قابليّت و استحقاق او مى ‏بخشد، و اينكه دستور رسيده كه بنده دعاء كند و از خداوند بطلبد تا احسان و بخشش بيشترى باو برسد بجهت آنست كه دعاء و درخواست موجب آن مى ‏گردد كه استعداد و قابليّت بنده بيشتر شده لايق عطاء و بخشش زيادترى گردد) (3) او است اوّل (و مبدا هر چه بوجود آمده) پس براى او مبدئى نبوده تا پيش از او چيزى باشد، و او است آخر (و مرجع هر چه فانى گردد) پس براى او مرجعى نيست تا بعد از او چيزى باشد (نمى ‏توان گفت كه اوّل است قبل از آخر و آخر است بعد از اوّل، زيرا براى او صفات زائده بر ذات نيست تا بعضى بر بعض ديگر تقدّم و پيشى گيرد، چنانكه در شرح خطبه شصت و چهارم بيان شد) و او است مانع اينكه مردمكهاى چشمها (سياهى چشم كه بوسيله آن اشياء ديده ميشود) باو برسند (او را به ديده ظاهر ببينند) و يا درك كنند (زيرا مكان و جائى براى او متصوّر نيست تا ديده يا درك شود، بلكه چون قاهر و غالب بر همه چيز است مقهور و مغلوب احساس و ادراك نگردد، چنان كه در شرح خطبه چهل و نهم به اين معنى اشاره شد) براى او روزگار مختلف نشود (بر خلاف امرش رفتار ننمايد) تا تغيير حالى (از قبيل توانائى و ناتوانى و فقر و غناء و تندرستى و بيمارى و مانند آنها) در او پيدا گردد، و بجائى نمى‏باشد تا انتقال و حركت (از جائى بجائى) بر او روا باشد (زيرا چون او خالق روزگار و مكانها است، اختلاف احوال و مكان بر او محال و ممتنع است) (4) و اگر ببخشد آنچه را كه معدنهاى كوهها نفس زنان ظاهر مى‏سازند و آنچه را كه صدفهاى درياها خنده كنان آشكار مى‏نمايند (و مردم آنها را با رنج بسيار بدست مى ‏آورند) از قبيل نقره خالص و طلاى ناب و درّ و مرواريد غلطان و خوشه مرجان (كه گياهى است دريايى، خلاصه اگر بكسى ببخشد جميع آنچه را كه در درون زمين است از قبيل گنجها و معدنهاى برّ و بحر) تأثيرى در عطاء و بخشش او ندارد، و نعمت‏هايش را تمام نمى‏ گرداند، (5) و نزد او است نعمت هاى بى پايان پنهان كه (بشر بآنها آگاهى ندارد و) در خواسته اى مردم‏  

 ص234

آنها را تمام نمى ‏نمايد بجهت اينكه اوست بخشاينده ‏اى كه درخواست تقاضا كنندگان بخشش او را كم نگرداند و اصرار خواستاران او را بخيل نمى ‏نمايد (زيرا بخل و نقصان از لوازم ممكن است، نه واجب).  

 ص236

قسمت دوم خطبه پس (از بيان حمد و ثناى الهىّ امام عليه السّلام براى اينكه پرسنده را بر خطاء و اشتباهش آگاه سازد و چگونگى مدح و ثناى حقّ تعالى را بآنچه كه سزاى او است باو و بحاضرين و غائبين تعليم دهد و آنها را از تأمّل و انديشه در ذات حقّ تعالى و صفاتش باز دارد مى ‏فرمايد:) اى سؤال كننده (اگر خواستى خدا را وصف نمائى از روى انديشه) بنگر و هر صفتى از صفات او را كه قرآن بتو راهنمائى كرده (ياد داده) پيروى نما (حقّ تعالى را بهمان صفات وصف كن) و بنور هدايت قرآن روشنائى (سعادت و رستگارى) را بدست آور، و آن صفاتى را كه شيطان به آموختن آن تو را وا داشته و در كتاب (قرآن كريم) دانستن آن بر تو واجب نمى ‏باشد و در طريقه پيغمبر اكرم و ائمّه هدى اثرى از آن نيست (بيان نشده) علم و دانستن آنرا به خداوند سبحان واگزار (در پى ياد گرفتن و اعتقاد بآن نباش) زيرا منتهى حقّ خداى تعالى بر تو همين است (كه او را بخوانى و وصف كنى به نامها و اوصافى كه در قرآن كريم و اخبار و احاديث از پيغمبر اكرم و ائمّه هدى بيان شده، مثلًا چون در قرآن و اخبار وارد گشته‏  

 ص237

كه خداى تعالى سميع و بصير و عليم و جواد است يعنى شنوا و بينا و دانا و بخشنده، دانستن و اعتقاد بآنها واجب است، و امّا لامس، و ذائق يعنى لمس كننده و چشنده چون در قرآن و ادعيه و احاديث چنين الفاظى وارد نشده، گفتن آنها جائز نيست و اعتقاد بآنها حرام است، در قرآن كريم س 7 ى 180 مى ‏فرمايد: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها، وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ يعنى براى خدا نامهاى نيكوئى است پس او را بآن نامها بخوانيد، و پيروى نكنيد كسانى را كه در اسماء او عدول كرده منحرف ميشوند يعنى نام مى‏نهند او را و وصف مي كنند به نامها و اوصافى كه لايق و سزاوار نيست و گفتن و اعتقاد بآنها جائز نمى ‏باشد، زود باشد كيفر آنچه را كه رفتار مى‏نمايند در يابند. حضرت صادق عليه السّلام مى‏فرمايد: «كسيكه از روى جهل و نادانى در اسماء خدا عدول كرده از پيش خود او را به نامه ائى مى‏ نامد مشرك ميشود و نمى‏داند و باو كافر مى‏گردد و گمان مي كند كار نيكوئى كرده» خلاصه مستفاد از قرآن و اخبار آنست كه اسماء اللّه تعالى توفيقى است يعنى هر اسمى كه در قرآن و احاديث و ادعيه وارد نشده، خدا را بآن اسم خواندن و وصف نمودن ممنوع و حرام است اگر چه عقلا صحيح و معنى درست باشد) (7) و بدان راسخين و استواران در علم و دانش (أئمّه طاهرين عليهم السّلام) كسانى هستند كه اقرار و اعتراف بآنچه كه پوشيده و در پرده است و تفسير آنرا نمى‏دانند، بى‏ نيازشان كرده از داخل شدن به درهائى كه جلو پوشيدها نصب شده، پس خداوند تعالى اقرار و اعتراف ايشان را بعجز و ناتوانى از رسيدن بآنچه كه در علم و دانش آنها بآن احاطه ندارد، مدح كرده و انديشه نكردن آنان را در چيزيكه بحث و گفتگوى از كنه و حقيقت آنرا بايشان امر نكرده است رسوخ و استوارى ناميده (و آنها را راسخين و استواران در علم و دانش خطاب فرموده، زيرا از حدّ خود تجاوز نكرده و در آنچه كه مأمور نيستند كنه و حقيقت آنرا دريابند تعمّق و انديشه نمى‏كنند، در قرآن كريم س 3 ى 7 مى ‏فرمايد: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ، وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ يعنى او است خداوندى كه قرآن را بر تو فرستاد كه بعضى از آن، آيات محكمات و نشانه‏ هاى روشن يعنى آياتى است داراى‏  ص238 معنى واضح و آشكار و ديگر آيات متشابهات است يعنى آياتى كه بحسب ظاهر دانسته نشده كه مراد و معنى آنها چيست، پس كساني كه قلبا مايلند دست از حقّ بردارند از متشابهات آن پيروى مى ‏كرده تا فتنه بر پا نموده در شكّ و ترديد افتاده تأويل و تفسير آنرا بر طبق مدّعاى خود بنمايند، و تأويل و تفسير آن متشابهات را نمى ‏داند مگر خدا و راسخين در علم در حالتى كه راسخين كه عالم بتأويل هستند مى‏ گويند: بمحكم و متشابه كه از جانب پروردگار است ايمان آورديم و تناقض و مخالفتى در كلام او يافت نمى‏شود، و انديشه نمى‏كنند در آيات خدا مگر خردمندان) (8) پس تو نيز اكتفاء كن بآنچه قرآن كريم راهنمائيت مي كند (و بآنچه كه در خور فهمت نيست و مأمور به دانستن آن نيستى انديشه نكن) و عظمت و بزرگى خداوند سبحان را باندازه عقل خود نسنج كه هلاك و تباه خواهى شد (زيرا) (9) او است توانائى كه اگر همه وهم ها متوجّه شوند تا منتهاى قدرت و توانائيش را دريابند، و اگر فكر و انديشه‏ اى كه آلوده به وسوسه‏ هاى شيطانى نگشته بخواهد بزرگى پادشاهيش را در منتهى درجه عوالم غيب و ناديدنيها بدست آورد، و اگر دلها حيران و شيفته او شوند تا كيفيّت و چگونگى صفاتش را بيابند، و اگر عقلها بسيار كنجكاوى كنند (خردمندان انديشه‏ها صرف نمايند) تا چون حقيقت صفاتش آشكار نيست بكنه ذاتش پى برند (قدرت و توانائى) خداوند متعال آن اوهام و عقول را باز مى ‏گرداند در حالتى كه راههاى هلاكت و تاريكى‏ هاى عوالم غيب را طىّ كرده و (از همه جا باز مانده) از روى اخلاص رو باو نهاده ‏اند، (10) پس آن زمان كه (از طىّ اين راههاى خطرناك بجائى نرسيدند و از درك حقيقت ذات و صفات او) ممنوع گشته برگشتند اعتراف دارند باينكه سير در اين راه از روى خبط و اشتباه بوده و كنه معرفت او درك نمى‏ شود و بدل صاحبان عقول و انديشه‏ ها سنجش غلبه و بزرگى او خطور نمى‏ كند (چه جاى آنكه او را دريابند، و) (11) او است خداوندى كه خلائق را بيافريد بى صورت و مثالى كه از آن اقتباس نموده و مانند آن آفريده باشد و بى سنجش و اندازه ‏اى كه از خالق و معبودى پيش از خود پيروى كرده باشد (زيرا پيش از او خالقى نبوده كه صورتى آفريده و اندازه ‏اى بدست داده باشد و او بر طبق آن صورت و اندازه خلقى بيافريند) (12) و از قدرت و توانائى پادشاهى خود و از عجائب آنچه را كه آثار و نشانه‏ هاى حكمت او (به زبان حال) بآن گويا است و از احتياج و نيازمندى موجودات (بديگرى) و اعتراف ايشان‏  

 ص239

باينكه او است كه به قدرت و توانائى خود آنها را بر سر پا نگاه‏داشته، بما نمود آنچه را كه برهان ضرورىّ و دليل قطعى است و ما را راهنمائى نمود بر معرفت و شناسايى او، (13) و آثار صنعت و نشانه ‏هاى حكمت او در همه مصنوعات كه ايجاد كرده آشكار است، پس آنچه آفريده حجّت و دليل بر حقيقت او است اگر چه (مانند جمادات و نباتات) بى‏ زبان باشند (و در ظاهر چيزى نگويند) پس تدبير و نظم (اين موجودات) حجّت و برهان گويايى است بر خلّاقيّت او، دليلى است استوار (روى پايه عقل) بر ايجاد كنندگى او، (14) و (اكنون كه ثابت شد او است خداوند يگانه و بى همتا و پروردگار جميع موجودات حاضرش دانسته و در مقام تنزيه و تقديسش مى ‏فرمايد:) گواهى مى ‏دهم باينكه هر كس تو را تشبيه كند به مخلوقى كه آفريده‏اى و داراى اعضاى گوناگون و مفصل هاى كوچك بهم پيوسته، هستند كه بتدبير و نظم حكمت تو (در زير پوست و گوشت) پنهان است در حقيقت و نفس الأمر تو را نشناخته و يقين ننموده كه مثل و مانندى براى تو نيست (بلكه تصوّر جسم نموده كه مقتضى آن حدوث و فناء و امكان است) و گويا نشنيده است بيزارى جستن بت پرستان را (در قيامت) از بتهائى كه مى ‏پرستيدند آنگاه كه مى‏ گويند (در قرآن س 26 ى 97): تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (ى 98) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ يعنى بخدا سوگند كه ما در ضلالت و گمراهى آشكار بوديم هنگامي كه شما را با پروردگار عالميان برابر مى ‏نموديم، (15) دروغ گفتند آنانكه تو را (با مخلوقات) برابر نمودند، زمانيكه ترا با بتهايشان تشبيه كرده بسبب اوهام بيهوده خود حضرتت را مانند آفريده شدگان جلوه دادند و با انديشه‏ هاى خويش ترا مانند اجسام داراى اجزاء، دانستند، و به روّيه عقول ناقصه خود برايت مانند مخلوقات گوناگون مقدار و سنجش قائل شدند، (16) و گواهى مى ‏دهم كسيكه تو را بچيزى كه آفريده‏اى مساوى دانست از تو برگشته و كسيكه از تو بر گشت كافر است (و باور ندارد كه تو خداوند بى همتائى) بدليل آيات محكمه واضح و هويدا كه از جانب تو (در قرآن كريم به پيغمبر اكرم) نازل شده (س 41 ى 9 مى ‏فرمايد:  

 ص240

 قُلْ أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً، ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ يعنى بگو آيا شما كافر مى ‏شويد به خدائى كه زمين را در مقدار دو روز آفريد و براى او مانندها قرار مى‏دهيد در صورتيكه او است پروردگار عالميان) و بحكم حجّت و دليلهاى آشكار تو (براهين عقليّه) كه همه آنها (بكفر چنين كسى كه براى تو مثل و مانندى قرار مى‏دهد) گويا است، (17) و گواهى مى‏ دهم تويى خداوندى كه نهايت و پايانى در عقلها براى تو نيست تا در منشأ انديشه‏ ها داراى كيفيّت و چگونگى باشى و نه در انديشه‏ هاى عقول محدود بحدّى و موصوف بتغيير از جائى بجائى هستى (زيرا محدوديّت و تغيير از لوازم امكان است).  

 ص241

قسمتى سوم از اين خطبه است (در بيان كيفيّت و چگونگى خلقت اشياء و اينكه خداوند سبحان از صفات مخلوقات منزّه و مبرّى است):

(18) خداوند متعال بقاء و هستى آنچه آفريده تعيين نموده و آنرا محكم و استوار گردانيده (بطوري كه بيش و كم نخواهد شد) پس از روى لطف (حكمت و مصلحت) آنرا منظّم ساخته، و هر يك را اختصاص داده بآنچه كه براى آن خلق شده (مانند خورشيد براى نور افشانى و ابر براى باريدن و زنبور براى عسل) پس (هيچيك از آفريده‏ ها) از حدودى كه برايش تعيين گشته تجاوز نكرده و به رسيدن بمقصود كوتاهى ننموده (به وظيفه خود رفتار كرده) وقتى كه مأمور شده براى انجام اراده و خواست او مأموريّت را دشوار نشمرده (سركشى نكرده) و چگونه تواند سركشى كند كه همه اشياء به مشيّت و اراده او بوجود آمده (پس اوامر تكوينيّه او را فرمان برده طوق خضوع و فروتنى را به گردن انداخته ‏اند) (19) او است خداوند ايجاد كننده انواع مخلوقات بدون اينكه انديشه‏اى بكار اندازد، و بى آنكه قبلا تصوّر كرده بعد بيافريند، و بى تجربه و آزمايشى كه از پيش آمدهاى روزگار استفاده كند، و بى شريك و همتائى كه او را در آفريدن مخلوقات شگفت آور كمك و همراهى نمايد، (20) پس طبق فرمانش تمام گشت خلقت و آفرينش او (بسبب مشيّت و اراده او مخلوقات بوجود آمدند) و طاعت او را قبول كرده دعوتش را پذيرفتند، آفريده‏اى نبوده كه در امرش درنگ و سستى نموده انجام فرمانش را بتأخير اندازد (چنانكه در قرآن كريم س 2 ى 117 مى ‏فرمايد: بَدِيعُ السَّماواتِ‏  

 ص242

وَ الْأَرْضِ وَ إِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ يعنى او است پديد آورنده آسمانها و زمين كه هر گاه آفريدن چيزى را اراده كند و بفرمايد موجود شو، بى درنگ موجود مى‏گردد) (21) پس اعوجاج و كجى اشياء را راست گردانيد (آنها را از روى حكمت آفريد) و حدودشان را واضح و روشن قرار داد (آنچه كه سزاوارشان بود بآنها افاضه نمود) و به قدرت و توانائى ميان اضداد گوناگون آنها را (مانند عناصر چهار گانه: صفراء و بلغم و خون و سوداء در يك مزاج) التيام داده جمع گردانيد، و آنها را بهم پيوست كه از هم جدا نگردند، و در حدود و اندازه‏ها و خويها و صفات مختلفه (كه هر يك از ديگرى امتياز دارد) قرار داد (و آنچه آفريده) (22) مخلوقات شگفت آورى است كه خلقت آنها را محكم و استوار گردانيد و بر طبق اراده و خواست خود ايجاد و اختراع نمود.  

 ص 243

و قسمتى چهارم از اين خطبه در بيان كيفيّت و چگونگى آسمان است (در تعقيب وصف قدرت و توانائى خداوند متعال در باب آفريدن اشياء، چگونگى آفرينش آسمان را «كه از مخلوقات شگفت آور و دلالت بر عظمت قدرت او دارد» بيان مى‏ فرمايد): (23) و راههاى گشاده آسمان را بى آنكه (بچيزى) آويخته باشد منظّم و برقرار نمود، شكافهاى وسيعش را بهم پيوست، و ميان آن و مانندهايش را بهم ربط داد (كرات معلّقه در جوّ را بوسيله قوّه جاذبه و دافعه‏ اى كه در آنها ايجاد فرموده ملازم هم گردانيده) و براى فرود آيندگان به فرمان او (ملائكه ‏اى كه حمله رحمت هستند) و بالا روندگانى (ملائكه‏اى) كه رفتار و كردار بندگان او را ضبط كرده (مى‏نويسند) دشوارى (راه آمد و رفتن) آنرا (براى آنها) سهل و آسان قرار داد، (24) و چون آسمان دود و بخار بود فرمان داد تا قطعات آن كه با هم فاصله بسيار داشتند بهم پيوسته و گرد آمدند (چنانكه در قرآن كريم س 41 ى 11 مى‏ فرمايد: ثُمَّ اسْتَوى‏ إِلَى السَّماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً، قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ى 12 فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحى‏ فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها، وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ حِفْظاً، ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ يعنى پس از آنكه كوههاى بزرگ را بروى زمين آفريد حكمت و مصلحتش بر آفريدن آسمان قرار گرفت در حالتى كه دود و  

 ص244

بخار بود، پس به آسمان و زمين فرمود بياييد و آماده باشيد از روى ميل يا كراهت، آسمان و زمين گفتند آمديم اطاعت كننده و فرمانبردار، پس هفت آسمان را بمقدار دو روز بيافريد، و در هر آسمانى كار و حركات طبيعيّه ‏اش را وحى فرموده بر قرار ساخت و آسمان دنيا را به چراغها و ستارگان زينت و آرايش داديم و آنرا محفوظ نگاه داشتيم، و آن خواست خداى غالب و توانا است كه به حكمت و مصلحت هر چيز دانا است. در اينجا بايد دانست كه مراد از فرمان خداوند متعال به آسمان و زمين و جواب آنها و رضاء و كراهت داشتنشان، اظهار قدرت و توانائى او است باينكه در آفرينش و ايجاد اشياء براى او هيچ گونه مشقّت و زحمتى نبوده، بلكه بمجرّد اراده و خواستن او بوجود آمده، چنانكه در س 36 ى 82 مى ‏فرمايد: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ يعنى جز اين نيست امر و فرمان او كه هر گاه چيزى را اراده كند و بخواهد بگويد موجود باش، بى‏ درنگ بوجود آيد) و درهاى بسته شده آنرا بعد از جمع شدن (براى نزول رحمت و باران) گشود (چنانكه در قرآن كريم س 21 ى 30 مى ‏فرمايد: أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما، وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ يعنى كسانيكه كافر شده و بخدا و رسول نگرويدند، آيا نديده و ندانستند كه آسمانها و زمين براى آمدن باران و روييدن نباتات بسته بود پس آنها را گشوديم، و حيات و بقاء هر چيزى را از آب قرار داديم، آيا پس از ديدن اين آيات و نشانه‏ هاى توحيد ايمان نمى ‏آورند. در حديث است كه شخصى از حضرت امام محمّد باقر عليه السّلام تفسير اين آيه را پرسيد، آن حضرت فرمود: شايد تو گمان ميكنى كه آسمان و زمين بهم چسبيده بودند و از هم جدا شدند، گفت آرى، آن حضرت فرمود: بر اين عقيده نادرست استغفار كن و از پروردگار آمرزش بطلب، زيرا معنى اينكه حقّ تعالى مى‏فرمايد: آسمان و زمين بسته بود آنست كه آسمان نمى ‏باريد و زمين نمى ‏روئيد، پس چون خداوند خلق را آفريد و جان داران را در زمين منتشر نمود آسمان را براى باريدن و زمين را براى روييدن باز كرد، سائل گفت: گواهى مى ‏دهم كه تو از جمله فرزندان پيغمبران هستى، و آنچه را كه آنها دانسته‏اند مي دانى) و از ستاره‏ هاى درخشنده براى راههاى آن نگهبان برگماشت (تا از آمدن شياطين به آنجا جلوگيرى كنند كه سخنان فرشتگان را نشنوند، در جملات بعد امام عليه السّلام اشاره مى‏ فرمايد) و بقوّت و توانائى خود آنرا در شكاف‏  

 ص245

هواء (فضاى گشوده) از اضطراب و بهم خوردگى نگاه‏داشت (چنانكه در قرآن كريم س 22 ى 65 مى‏فرمايد: وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ يعنى آيا نديده و ندانسته‏ اى كه خداوند متعال آسمان را از افتادن بر زمين نگاه مى‏ دارد مگر باذن و فرمان او، يعنى اگر خواست و اراده فرمود مى‏افتد) و فرمان داد اينكه در جاى خود توقّف نموده تسليم امر و اراده او باشد (چنانكه در قرآن كريم س 30 ى 25 مى‏فرمايد: وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ يعنى از جمله آيات و نشانه‏ هاى قدرت و توانائى او آنست كه بامر و اراده او آسمان بدون ستون و زمين بروى آب ثابت و بر قرار است) (25) و خورشيد آنرا كه بينا كننده (روشنى دهنده) است علامت روز قرار داده، و ماه را كه نورش محو شده نشانه شب (محو ماه اشاره است باينكه نورش در پاره‏اى از شبها قسمتى از آن و در بعضى شبها تمامش پنهان مى‏گردد) پس آنها را در راههايى كه مسيرشان است روانه ساخت و حركتشان را در منازل و راههايى كه بايستى سير كنند تعيين نمود (چنانكه در قرآن كريم س 36 ى 38 مى‏فرمايد: وَ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ى 39 وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ يعنى خورشيد بجائى كه برايش مقرّر گشته حركت مي كند و رفتن آنرا خدائى كه بهر چيز غالب و دانا است تعيين فرموده، و سير ماه را در منزلهايى مقرّر نموديم تا آنگاه كه چون بآخر منزلش رسيده بر گردد مانند چوب كهنه و خشك شده خرما كه باريك و زرد و كج شده بشكل هلال در آيد. خورشيد و ماه را علامت و نشانه روز و شب قرار داد) تا بسبب سيرشان شب از روز امتياز داشته عدد و شماره سالها و حساب كارها از روى حركت آنها دانسته شود (چنانكه در قرآن كريم س 17 ى 12 مى ‏فرمايد: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ، وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا يعنى شب و روز را دو علامت و نشانه بر قدرت و توانائى خود قرار داديم پس نشانه شب و نور آنرا محو نموده و نشانه روز را روشن قرار داديم براى اينكه افزونى در معيشت را از پروردگار خودتان در خواست نمائيد و شماره سالها و حساب در كارها را بدانيد، و ما هر چيزى را از امر دين و دنيا كه بآن نيازمند هستيد بطورى كه اشتباهى در آن رخ ندهد بيان كرديم) (26) پس در فضاى آسمان فلك را (كره و جسم مستدير كه مدار نجوم به آنست) معلّق نگاه‏داشت،  

 ص246

و ستاره‏ هايى را كه مانند درّ سفيد و (بسبب بعد و دورى آنها نسبت بما) پنهان است، و ستاره ‏هايى را كه (بسبب قرب و نزديكى آنها بما) مانند چراغها روشن است زينت و آرايش آن قرار داد، و ستاره‏هاى درخشنده آنرا كه (مانند تير) سوراخ مي كند بطرف شياطينى كه از راه دزدى گوش مى‏ دهند انداخت (شياطين بالا مى ‏رفتند تا بر اوضاع آسمان و احوال فرشتگان آگاه شده اسرار آنها را بدست آورند، و اين جمله توضيح آنست كه پيش فرمود كه خداوند از ستاره‏هاى درخشنده براى آسمان نگهبان بر گماشت، نه آنكه همان جمله را تكرار فرموده باشد، و اشاره است بآنچه كه در قرآن كريم س 15 ى 16 مى ‏فرمايد: وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (17) وَ حَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (18) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ يعنى در آسمان برجها و منزلهايى براى سير كواكب قرار داده و آنرا بنور و روشنى خورشيد و ماه و ستارگان زينت داديم تا بينايان از روى عبرت به آثار قدرت و توانائى خالق نگريسته و بيگانگى و بى همتائى او پى برند، و آنرا از بالا رفتن همه شياطين كه از رحمت حقّ رانده شده‏اند حفظ نموديم و هر شيطان و ديوى كه از راه دزدى بالا رفته گوش فرا دهد كه از اخبار علويّه آگاه گردد ستاره درخشان او را پى كرده بسوزاند) و ستارگانى را كه ثابت بوده و آنهائى كه همواره در حركت هستند و هبوط و صعود (طلوع و غروب) و نحوس و سعود (ناموافق و مساعد) آنها را (بامر و اراده خود) مسخّر و برقرار فرمود (اين جمله اشاره است بآنچه كه در قرآن كريم س 7 ى 54 مى ‏فرمايد: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً، وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ، أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ يعنى پروردگار شما خداوندى است كه آسمانها و زمين را در مقدار شش روز آفريد، پس از آن آفريدن عرش را اراده فرمود «و از آثار قدرت و توانائى او آنست كه» شب روشنائى روز را به تاريكى خود مى ‏پوشاند و بسرعت و كوشش در پى آن بوده آنرا طلب مي كند، و خورشيد و ماه و ستارگان فرمانبردار امر و اراده او مى‏باشند، آگاه باشيد كه آفريدن مخلوقات و امر و اراده ايجاد اشياء «بدون مادّه و مدّت» از او است، بلند مرتبه و بزرگ است خداوند كه پروردگار جهانيان است.  

 ص247

و مراد از نحس و سعد كواكب يعنى ظهور و پيدايش بدى و خوشى در احوال عالم همانا اتّصال آنها است بيكديگر كه بسا موجب اصلاح گردد مانند باريدن باران در وقت مقتضى كه باعث فراوانى ارزاق شود و گاهى سبب افساد باشد مانند نباريدن باران كه بر اثر آن قحطى پيش آيد، و ليكن بايد دانست كه نحوس و سعود آنها مؤثّر در امرى نيست، چه بسا هنگام خشكسالى ارزاق فراوان باشد و بر عكس در سالى كه باران در وقت مقتضى باريده تنگى در معيشت روى دهد، پس بايد اعتقاد داشت باينكه مؤثّر در امور اراده و خواست حقّ تعالى است و بس، چنانكه امام عليه السّلام وقتى عازم رفتن بجنگ با خوارج بود اين موضوع را به عفيف برادر اشعث ابن قيس فرمود، كه در شرح خطبه هفتاد و هشتم گذشت. و امّا نكته ‏اى كه ياد آورى آن لازم است و پس از تحقيق در آيات و اخبار و علوم امروزى و بحث با اساتيد و بزرگان اهل فضل و دانش مى ‏گويم، آنست كه براى دانستن حقيقت سموات هفتگانه و كرات معلّقه در جوّ و شهب ثواقب و استراق سمع شياطين و هبوط و صعود كواكب و مانند اين مسائل بايستى به صحّت و راستى آنچه كه انبياء و اوصياء ايشان عليهم السّلام كه علم بهر چيز را از حقّ تعالى فرا گرفته فرموده‏اند تصديق و اعتراف نمود، و بظواهر گفتارشان ايمان آورد، زيرا اگر بخواهيم بوسيله عقول ناقصه حقيقت اشياء را درك كرده يا بآراء مختلفه و گفتارهاى گوناگون تطبيق نماييم توانائى نداشته بجائى نمى ‏رسيم، بلكه در وادى ضلالت و گمراهى حيران و سرگردان مانده نتيجه‏ اى بدست نمى ‏آوريم، و العالم بحقائق ملكه و ملكوته).  ص251 و قسمتى پنجم از اين خطبه در وصف ملائكه است (ابن ابى الحديد در شرح كتاب نهج البلاغه در اينجا بر طبق حقّ و حقيقت چنين مى ‏گويد: اينجا مثل ذكر مى‏ كنيم: إذا جاء نهر اللّه بطل نهر معقل يعنى هر گاه نهر خدا جارى گردد، نهر معقل كه جوئى است در بصره باطل گشته اهميّت خود را از دست مى ‏دهد. چون اين كلام ربّانى و لفظ قدسى يعنى سخنان امام عليه السّلام كه خدا پسند و از هر عيبى مبرّى و منزّه است در ميان آمد فصاحت عرب باطل گشت يعنى پس از تأمّل و انديشه در فرمايشهاى آن حضرت نمى‏ توان گفت: عرب داراى فصاحت و بلاغت است و فرق ميان كلام فصحاى عرب با سخن آن بزرگوار مانند فرق خاك است با طلاى ناب، و اگر خيال كنيم كه عرب هم الفاظ فصيحه‏اى مناسب و قريب بهمين الفاظ مى‏ تواند بيان كند، از كجا پى به چنين معانى مى‏برد تا آن معانى باين الفاظ تعبير و گفته شود، و از كجا عربهاى زمان جاهليّت بلكه اصحاب و معاصرين رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله اين معانى مشكله كه مربوط به آسمانها است مى ‏شناختند تا چنين الفاظى را براى آن معانى آماده نمايند، زيرا فصاحت عربهاى زمان جاهليّت فقط در چگونگى شتر يا اسب يا خر كوهى يا گاو صحرايى يا كوهها يا بيابانهاى بى سر و ته مانند آنها بوده، يعنى آنان باين معانى مشكله پى نبرده بودند تا بوسيله الفاظ فصيحه از آنها تعبير نمايند، و امّا عربهايى كه اصحاب و معاصر رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله بودند و به فصاحت نامبردار شده ‏اند، منتهى درجه فصاحت يكى از آنان در دو سطر يا سه سطر بيشتر نمى ‏باشد آنهم يا در باب موعظه و پند است كه متضمّن ياد از مرگ و مذمّت از دنيا باشد، و يا در باب جنگ و ترغيب براى زد و خورد  ص252 و ترساندن از دشمن و نرفتن بجهاد است، و امّا سخن در موضوع ملائكه و صفات و اقسام و عبادات و تسبيح آنان و معرفت و دوستى و شوق ايشان بخالق و مانند آنها را كه در اين فصل مشروحا بيان شده نمى‏دانستند، بله بسا جمله‏ اى را كه در قرآن عظيم در باب سخن از ملائكه ذكر شده شنيده و آشنا بودند، و ليكن باين تفصيل كه امام عليه السّلام فرموده نبوده است، و امّا كسانيكه باين معانى آشنا بودند مانند عبد اللّه ابن سلام و اميّة ابن ابى الصّلت و غير ايشان توانائى ذكر اين الفاظ فصيحه را نداشتند، پس ثابت شد كه چنين معانى دقيقه را در اين عبارات فصيحه هيچكس نگفته و توانائى بر آن نداشته مگر علىّ عليه السّلام، و سوگند ياد ميكنم باينكه هر گاه خردمندى در اين كلام امام عليه السّلام تأمّل و انديشه كند پوست بدنش لرزيده قلبش مضطرب و نگران گردد، و عظمت و بزرگى خداوند عظيم را در قلب و اعضاء بدنش جاى داده باو توجّه كند و چنان شادى باو دست دهد كه از بسيارى شوق نزديك شود كه جان از تنش مفارقت نمايد. خلاصه چون مقصود از بيان اين خطبه ياد آورى عظمت و بزرگى و قدرت و توانائى خداوند است و ملائكه از عجائب مخلوقات و دليل بر قدرت كامله او مى‏باشند، لذا امام عليه السّلام در فرمايش هاى خود احوال و اوصاف آنان را چنين بيان مى‏ فرمايد): (27) خداوند سبحان پس از ايجاد آسمانها كه از جمله ملكوت او هستند براى ساكن كردن در آنها و معمور ساختن قسمت اعلاى آن جمعى از ملائكه را كه مخلوق بديع و شگفت مى ‏باشند آفريد، و آنان را در راههاى وسيع ميانه آسمانها و گشادگي هاى فضاى آنها جاى داد، و بين آن راههاى گشاده آواز تسبيح كنندگان ايشان در مكانهاى پاك و پاكيزه و در پشت پرده‏هاى عظمت و بلند قدرى (جاهاى آماده براى عبادت و بندگى ايشان) بلند است، و پشت آن آواز مضطرب و نگران كننده كه گوشها از آن كر مى‏گردد درخشندگيهاى نور و روشنائى است كه ديده‏هاى آنها طاقت ديدار آنرا ندارند، پس در جاهاى خود حيران و سرگردان مى ‏ايستند (ملائكه‏اى كه با تسبيح و تحميد خود در آسمانها غوغا نموده اضطراب و نگرانى بر پا كرده‏اند طاقت مشاهده درخشندگيهاى نور عظمت و بزرگوارى حقّ تعالى را ندارند زيرا او منزّه است از اينكه ديده‏اى او را ديده و يا حقيقتش را درك كند) (28) خداى تعالى آنان را بصورتها و شكلهاى گوناگون داراى بالها آفريد كه تسبيح كنان‏  ص253 بزرگى و ارجمندى او را مى‏ ستايند (چنانكه در قرآن كريم س 35 ى 1 مى ‏فرمايد: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا، أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ، يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ، إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ يعنى سپاس خدائى را سزا است كه پديده آورنده آسمانها و زمين است فرشتگان را رسولان و پيغام آورندگان بسوى انبياء قرار داد، و آنها داراى بالهاى متعدّده‏اى هستند دو، دو، و سه، سه، و چهار، چهار «مراد خصوصيّت اعداد نيست، چنانكه مى‏ فرمايد:» در آفرينش خود زياد مي كند آنچه كه بخواهد، زيرا خداوند بر همه چيز قادر و توانا است) آنچه كه در آفريده ‏ها آشكار و نمايان از صنع پروردگار است بخود نمى ‏بندند (مانند بشر ادّعاى ربوبيّت و پروردگارى نمى ‏كنند) و ادّعا نمى‏ نمايند خلق كردن چيزى را كه خالق و ايجاد كننده او تنها خدا است (خود را شريك خدا نمى ‏دانند بر خلاف قول بت پرستان كه آنان را شريك خدا مى ‏دانستند) بلكه آنان بندگانى گرامى شده، هستند كه در گفتار بر خداوند پيشى نگرفته طبق امر و فرمان او رفتار مى ‏نمايند (بى اجازه حقّ تعالى سخنى نگفته بر خلاف امرش كارى انجام نمى ‏دهند، چنانكه در قرآن كريم س 21 ى 26 مى‏ فرمايد: وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً، سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ى 27 لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يعنى كفّار از روى جهل و نادانى گفتند: خداى بخشنده گرفت از فرشتگان فرزند، حقّ تعالى از اينگونه گفتار منزّه و پاك است، بلكه فرشتگان بندگانى هستند گرامى شده كه در گفتار از او پيشى نگرفته به دستورش رفتار مي كنند) (29) و آنان را (بعضى را) در جاى خود امين بر وحى خويش گردانيده وادارشان كرد تا امانتهاى امر و نهى او را به پيغمبران برسانند (چنانكه در قرآن كريم س 22 ى 25 مى‏ فرمايد: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ يعنى خداوند وحى را بوسيله رسولان و فرستادگانى كه از ملائكه اختيار مي كند به پيغمبرانى كه از ميان مردم بر مى‏گزيند مى‏فرستد، و بتحقيق خداوند گفتار پيغمبران را هنگام تبليغ شنوا است و به احوال امّتهاى آنان بينا. و چنانكه امام عليه السّلام در خطبه يكم فرمود: وَ مِنْهُمْ أُمَنآءُ عَلى‏ وَحْيِهِ، وَ أَلْسِنَةٌ إِلى‏ رُسُلِهِ، وَ مُخْتَلِفُونَ بِقَضائِه وَ أَمْرِهِ يعنى دسته‏ اى از فرشتگان امين بر وحى خداوند متعال‏  ص254 هستند و براى پيغمبران او زبانها و ترجمانانند و براى رساندن حكم و فرمانش آمد و رفت كنندگان) و همه فرشتگان را از شكّ و شبهه ‏ها (وسوسه‏ هاى شيطان) معصوم نگاه‏داشت، پس نيست از ايشان كه از راه رضاء و خوشنودى خداوند منحرف گردد، و آنان را كمك و يارى كرده اسباب طاعات را بر ايشان فراهم نمود، و تواضع را كه مستلزم فروتنى و وقار و آرامى است شعار دلهاشان قرار داد، و ابواب سپاسگزارى و بزرگوارى خود را كه سهل و آسان است (شيطان و نفس امّاره جلوگير از آنها نيست) براى آنان گشود، و علامتهاى آشكار (ادلّه قطعيّه) بر نشانه ‏هاى توحيد و يگانگى خود را براى آنها برپا نمود، (30) بار گناهان بر دوش آنان سنگينى فرود نياورده (مرتكب گناهى نمى‏شوند، زيرا داراى شهوات و نفس امّاره نيستند) و پى در پى آمدن شبها و روزها در ايشان تغييرى نداده (تا بسبب آن مانند بشر ضعف قوا و پيرى و شكستگى بآنها روى دهد) و ايمانشان را هيچ گونه شكّ و ريبى متزلزل نساخته و هيچ نوع ظنّ و گمانى بر يقين و باور محكم و استوارشان (بتوحيد و يگانگى خداوند) وارد نگشته (تا ظنّ و يقين با هم زد و خورد كرده سستى در ايمانشان هويدا گردد) و آتش كينه و دشمنى ميان ايشان (براى امتياز مراتب با يكديگر) افروخته نشده است (زيرا هيچيك از آنها بديگرى حسد نبرد تا سبب فتنه و فساد و دشمنى گردد) و حيرت و سرگردانى براى ايشان نيست تا معرفت و شناسايى حقّ را كه در دلهاشان جاى داده‏اند از آنها بربايد (زيرا منشأ حيرت و سرگردانى معارضه و هم با عقل است و وهم در آنان راه ندارد) و عظمت و بزرگوارى حقّ تعالى در وسط سينه ‏هايشان جاى گرفته (كه بغير از خدا كسى در دل آنها راه نيافته) و وسوسه‏ ها (ى شيطان) در ايشان طمع نكرده تا بر فكر و انديشه ‏هايشان مسلّط شود (و دلشان را چركين كرده آنها را از ياد خدا باز دارد)، (31) از فرشتگان دسته‏اى هستند كه در ميان ابرهاى پر باران و در كوههاى بزرگ و بلند و در تيرگى تاريكى كه راه در آن گم گردد قرار گرفته اند (جمعى در ميان ابرها جاى گرفته موكّلند براى باريدن برف و باران و برخى در ميان كوهها براى حفظ و نگهبانى آنها و گروهى در تاريكى‏ها براى راهنمائى مردمى كه راه را گم كرده و سرگردانند، و يا مقصود از اين جمله تشبيه آنان است در لطافت جسم به ابرها و در عظمت و بزرگى خلقت و آفرينش به كوهها و در سياهى‏  ص255 به تاريكي ها) و بعضى از آنان فرشتگانى هستند كه قدمهايشان زمين را سوراخ كرده به پائين ترين نقطه آخر زمين رسيده و قدمهاشان به بيرقهاى سفيدى ماند كه در ميان هواء و جاى خالى فرو رفته و در زير قدمهاشان بادى است خوشبو كه آنها را در جائيكه رسيده و قرار گرفته اند نگاه‏داشته است، (32) عبادت و بندگى خداوند ايشان را از هر كار باز داشته و حقائق ايمان بين ايشان و معرفت و شناسايى پروردگار وسيله گرديده است (نيكوئى عقائد سبب شده كه حقّتعالى را شناخته پرستش مى ‏نمايند) و يقين و باورشان باو آنها را از توجّه بديگرى منصرف ساخته و از شدّت شوق و دوستى او تمام توجّه ايشان بجانب او است، و آنچه بخواهند از او مى‏ طلبند و از ديگرى توقّعى ننموده اند، حلاوت و شيرينى معرفت و شناسايى او را چشيده از جام سيراب كننده‏اى كه مملوّ از محبّت و دوستى او است آشاميده اند، و (بجهت معرفت به عظمت و قدرت خداوند سبحان) خوف و ترس (از عذاب) او در سويداى دلهاشان ريشه دوانده و جايگير شده است، (33) و از بسيارى طاعت و بندگى كمرهاشان خم گرديده، و بسيارى رغبت و ميل ايشان بسوى او تضرّع و زارى آنها را تمام نكرده (همواره بپرستش او مشغولند) و بلندى مرتبت و منزلت ريسمان خاكسارى را از گردنشان باز نكرده (با مقام ارجمند، بسيار متواضعند) و عجب و خودپسندى بر آنها راه نيافته تا عبادات خود را بسيار شمارند، و خضوع و زارى آنان در برابر جلالت و بزرگى حقّ باعث نگشته كه اعمال حسنه خود را بزرگ دانسته (اهميّتى بآن دهند) و از بسيارى كوشش ايشان در كار (عبادت و بندگى) سستى بر آنها مستولى نشده (چنانكه در قرآن كريم س 21 ى 20 مي فرمايد: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لا يَفْتُرُونَ يعنى فرشتگان شب و روز پيوسته خداوند را تسبيح كرده هيچ گاه خسته نمى ‏شوند) (34) و رغبتهاى ايشان به پروردگارشان كم نگشته تا از اميدوارى باو چشم بپوشند (و بديگرى دل بندند) و طول مناجات و راز و نياز (با خداى تعالى) اطراف زبانشان را خشك نكرده، و كارهايى آنان را مشغول ننموده تا آوازه اى پنهانى و راز و نيازى كه با حقّ دارند منقطع شود، و در جاهايى كه براى طاعت و بندگى ايستاده اند دوشهايشان از يكديگر سوا نمى ‏شود  ص256 (همه با هم دوش به دوش در صفّهاى عبادت بپرستش خداوند مشغول و از جاى خويش منحرف نشوند) و (از رنج در عبادات و بسيارى بندگى) راحتى و آسايش نطلبيده اند تا گردن از زير بار امر و فرمان حقّ تعالى تهى كرده تقصير نمايند (زيرا رنج و راحتى از لوازم مزاج حيوانى است و فرشتگان از اين اوصاف منزّه هستند) و بر تصميم و كوشش ايشان (در عبادات) نفهمى و فراموشى غلبه پيدا نمى ‏كند، و شهوت ها و خواهش ها به تيرهاى خدعه و فريب همّت و كوشش آنان را (در طاعات) از بين نمى‏ برد (زيرا فرشتگان داراى قوّه شهويّه نيستند تا فريب خورده از عبادت دست بردارند) (35) داراى عرش (خداوند سبحان) را براى روز حاجت و نيازمندى ذخيره قرار داده‏اند، و رغبت و ميل ايشان بسوى او است حتّى زمانيكه خلايق از او دست برداشته به مخلوقات متوجّه گردند، بپايان منتهى درجه عبادت و بندگى او نمى‏رسند (زيرا مراتب و درجات معرفت و شناسايى خداوند متعال غير متناهى است، پس هر مرتبه ‏اى تحصيل نموده بر طبق آن او را عبادت نمايند مرتبه بالاترى دارد، و وصول بمنتهى درجه عبادت او براى هيچكس ممكن نيست) و شوق و دوست داشتن اشتغال ايشان بطاعت و بندگى او بر اثر علاقه‏اى است كه در دلهاى آنان است و موادّ آن عبارت است از اميدوارى به رحمت و ترس از عذاب او كه هيچ گاه از آنها جدا نمى‏ شود (هميشه داراى خوف و رجاء بوده از عبادت آنى منفكّ و جدا نمى‏ گردند) و آنچه سبب خوف و ترس از عذاب است از نظر ايشان محو نگشته تا از خدمت و كوشش خود دست برداشته سستى و تنبلى نشان دهند، (36) و طمعها (ى دنيوىّ) آنان را اسير و گرفتار نكرده تا بسيارى سعى و كوشش (دنيا) را بر جدّ و جهد (